أن للوقوع في مثل هذا الوهم
المدمر أسباباً عدة ينبغي تجنبها ، من أهمها ما يلي :
أولاً
: النظر إلى الصور المحرمة ، سواء كان النظر مباشراً ، أم بواسطة ،
كمجلة أو جريدة أو شاشة . فالنظر إلى الصور من أعظم أسباب الفتنة ، والوقوع في
الشرك ، وكم من فتاة عفيفة طاهرة ، وقعت في أسر الحبّ والهوى بسبب نظرة ، وقد كتبت
إلى إحدى الأخوات الصالحات رسالة تذكر فيها أنها وقعت أسيرة للهوى بسبب نظرة
نظرتها إلى شخص تافه في التلفاز ! ولهذا ورد الوعيد الشديد في حقّ المصورين ، كما
جاء الأمر بتطهير البيوت من الصور ، وأن البيت الذي فيه صورة لا تدخله الملائكة ،
وإذا لم تدخله الملائكة صار مأوى للشياطين ، ومن تأمل حال الناس اليوم رأى العجب
العجاب من كثرة الصور في البيوت وتنوعها ، وتساهل الناس في اقتنائها والنظر إليها
، مع الخطورة البالغة لهذا الأمر ، بل إن وسائل الإعلام – وللأسف الشديد – لتتسابق
إلى نشر الصور الجميلة التي تُختار بعناية فائقة للفت أنظار الناس ، حتى صرح أحدهم
بكل وقاحة ، في لقاء صحفي معه بقوله : (( إننا نصطاد الجميلات )) !!! يعني
المغفلات .
ثانياً
: الهاتف ،
فإنه –
مع ما فيه من النفع العظيم – يعدّ من أخطر أدوات هذا العصر إذا أسيء
استخدامه ، حتى قيل : إنه ما من جريمة تحدث في هذا الزمن إلا وللهاتف دور فعّال
فيها ، فعلى كل فتاة أن تحذره ، وتحذر كل من يحاول العبث عن طريقه ، فلا يفعل ذلك
إلا مريض فاشل ، أو ذئب مخاتل ، والأصل ألا يردّ على الهاتف إلا رجل ، فإن لم يوجد
فطفل مميز ، فإن لم يوجد فلتردّ المرأة مع الحذر ، ولا تسترسل في الكلام حتى وإن
كان المتصل جاداً ، بل تكتفي بردّ السلام ، وقول (نعم) أو (لا) ، وإذا كان المتصل
عابثاً فلتشغل سماعة الهاتف ساعة حتى يمل ، عندها سيبحث عن رقم آخر .
ثالثاً
: الفراغ النفسي والروحي والعاطفي .. فمثل هذا الفراغ هو
الذي يقود في كثير من الأحيان إلى الوقوع في مثل هذه الأوهام الكاذبة ، فإن
العاطفة إذا لم تضبط بالعقل فإنها تتحول إلى عاصفة ، تقتلع كل ما أمامها ، فعلى
الفتاة المسلمة أن تملأ وقتها وفراغها بكلّ عمل مفيد ونافع ، من قراءة كتاب ، أو
سماع شريط ، أو استماع لإذاعة القرآن الكريم أو المشاركة في عمل البيت ، أو بعض
الأعمال الخيرية النافعة ، مع تخصيص وقت يومي لقراءة القرآن الكريم وتدبّر معانيه
، وبهذا لا يجد الشيطان سبيلاً إلى الإغواء ، وهذا لا يمنع من الترفيه عن النفس
بشيء من المباح أحياناً ، لتقبل النفس على الطاعة بانشراح ونشاط .
رابعاً
: الخلوة والعزلة .. فعلى الفتاة أن تحذر من ذلك أشد الحذر
، وأن تشارك أهلها في مجالسهم وارتباطاتهم ( ما دامت سالمة من المحرمات ) ، وإن
أخطر ما يكون من الخلوة : أن تجلس الفتاة وحدها في البيت عند خروج أهلها بحجة
الدراسة أو غيرها .
خامساً
: وسائل الإعلام المختلفة ... ومن أخطرها في هذا الزمن : القنوات
الفضائية المدمرة التي تدعو الفتاة المسلمة إلى نبذ الحياء والعفاف وهتك الستر
بأساليب خبيثة ملتوية ، ومحاربة الفضيلة باسم التحرر والحبّ! فعلى كل فتاة مسلمة
ترجو النجاة ، أن تتقي الله عز وجل وتخشاه ، وتقاطع هذه القنوات المدمرة ، وغيرها
من وسائل الإعلام المضللة .
سادساً
: رفيقات السوء .. وهنّ أخطر ما يكون على الفتاة ، فكم من
فتاة صالحة عفيفة تحولت بسبب رفيقات السوء إلى فتاة ماجنة مستهترة . وإن الفتاة
المؤمنة ، ذات الشخصية القوية هي التي تحرص على صحبة الصالحات ولا تتأثر بغيرها ،
بل تؤثر ولا تتأثر وتجرّ غيرها إلى الصلاح ، ولا ترضى أن يجرها أحد إلى طريق
الفساد .
سابعاً
: البحث عن زوج ... !فأقول : أختي الكريمة ، ليست المرأة
هي التي تبحث عن الرجال ، وإنما الرجال هم الذين يبحثون عن المرأة ، فهي المطلوبة
، وليست هي الطالبة ، ومتى ما كانت المرأة هي الطالبة ، فإنما تعرض كرامتها
للامتهان ، لاسيما إذا وقعت في أيدي بعض اللئام – وما أكثرهم في هذا الزمن - ،
وعلى الفتاة المسلمة أن تلجأ إلى الله عز
وجل ، وتبتهل إليه بقلب صادق ، أن يرزقها زوجاً صالحاً ، ولن يخيب الله
دعاءها .
ثامناً
: رفض الزواج في أوانه بحجج واهية ، كإكمال الدراسة مثلاً ، أو انتظار من
هو أفضل ، وقد يمضي العمر ولا يأتي هذا الأفضل ، وهنا قد تلجأ بعض النساء – بتزيين
من الشيطان – إلى سلوك طرق ملتوية للحصول على زوج – كالهاتف مثلاً - ، ويستغل بعض
ذئاب البشر هذه الفرصة ، فينصبون شباكهم لإيقاعها في الفخّ باسم الحبّ والوعد
بالزواج ..
تاسعاً
: الإعجاب .. فقد تعجب الفتاة بشخص ما ، إما لدينه ،
وإما لأمر آخر قد يكون تافهاً وحقيراً !! فيستغلّ الشيطان هذا الإعجاب ليحوله إلى
عشق وجنون ، وهنا تقع الفتاة في الوهم ، وقد يتطور الأمر إلى اتصال ! ، ثم لقاء!!
، ثم .. تقع الكارثة باسم الحبّ والإعجاب .
عاشراً
: التقليد الأعمى ... الذي ينتج عن ضعف الشخصية ، والشعور
بالنقص ، فبعض الفتيات قد تكون بعيدة عن مثل هاتيك الأمور ، لكنها حين ترى من
حولها منهمكاً في فعلها ، فإنها تفعل مثله تقليداً ! ولكن حين تكون الفتاة ذات
شخصية قوية ، وفطرة سوية ، فإنها لا تسمح لنفسها بتقليد غيرها لاسيما في الشر ، بل
إن غيرها ليقلدها في فعل الخير ، والتمسك به . وهذا ما نريده منك أيتها الفتاة
المسلمة .
حادي
عشر : البحث عن مخرج ... فقد تبتلى بعض الفتيات بأب غليظ ، أو
أمّ مقصرة ، أو زوجة أب قاسية ، فتفتقد العطف والحنان ، فتبحث عنه من طريق آخر ،
وستجد من يغمرها بالحنان والعطف من ذئاب البشر ، لكنّه حنان كاذب ، وعطف مصطنع ،
لغرض دنيء لا يخفى ، ولذا سرعان ما ينقلب ذلك العطف والحنان إلى ضده ، متى ما حصل
الذئب غرضه !
ثاني
عشر : المراسلة ..فلا تكاد تخلو مجلّة من المجلات الساقطة
من صفحة مخصصة لما يسمى بالتعارف ، حيث يضع الشاب صورته وعنوانه مبدياً استعداده
لمراسلة الجنس اللطيف بغرض التعارف لا غير !! فيزين الشيطان لبعض الفتيات مراسلة
هؤلاء الشباب فيقعن في الوهم ، وقد يغوي الشيطان الفتاة – إن كان فيها شيء من
الصلاح – بمراسلة أولئك الشبان بغرض دعوتهم إلى الله ، وهدايتهم ، وقد يُظهر بعضهم
الاستجابة لذلك حتى يوقع هذه الفتاة في شباك الوهم ، فتقع ، وحينئذ يعزّ عليها
الخروج ، فإن كانت الفتاة حريصة على الدعوة ، فلتقتصر على دعوة فتيات مثلها ،
ولتدع دعوة الفتيان إلى شباب أمثالهم .
ثالث
عشر : التسلية وإزجاء الوقت .. فأقول : إن التسلية لا تكون فيما حرم الله عز وجل ،
ولا فيما يضرّ ولا ينفع ، وفيما أباح الله من الحلال المفيد غنية عمّا حرم ، وإن
مثل من تتسلى بمحادثة الرجال ومكالمتهم ، كمثل من يتسلى بالنار والبنزين ! فهل
تكون النتيجة إلا الاحتراق ..
رابع
عشر : الاختلاط المحرم سواء في الحدائق ، أو الأسواق ، أو التجمعات العائلية ، أو
في المدارس والجامعات ، أو غيرها من الأماكن ، فالاختلاط بين الرجال والنساء شر
كله ، وهو من أعظم أسباب الفتنة ، والعاقل يرى ويتأمل .
هذه
بعض الأمور التي أودّ من كلّ فتاة مسلمة أن تحذرها وتتجنبها ، والسلامة لا يعدلها
شيء .
وأخيراً
– أختي المسلمة – أنصحك بالإكثار من هذا الدعاء : (( اللهم اكفني بحلالك عن حرامك
، وأغنني بفضلك عمّن سواك )) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق